عندما شنت قوات النظام والميليشيات المساندة لها حملة قصف واسعة على “المساكن العمالية” القسم الشمالي من حي مساكن هنانو في مدينة حلب أواخر عام 2013، كان الحي مكتظاً بسكانه إضافة للنازحين إليه من مناطق مختلفة في المدينة.
أسفرت حملة القصف آنذاك عن حركة نزوح جماعية للأهالي بعد سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين شهيدٍ وجريح اتجاه قرى وأرياف المدينة، حيث بقيت المنطقة عرضةً للقصف والدمار حتى نهاية عام 2016.
لم يسمح النظام للسكان الذين عادوا إلى المنطقة بعد سيطرته على مدينة حلب، بإعادة ترميم مساكنهم إلّا لنسبة قليلة من الموالين له أو المحسوبين على فروعه الأمنية أو الحزبية.
في منتصف عام 2018 حوّلت الميليشيات الإيرانية، التي اتخذت مقرات لها في الحي مسجد “عروة البارقي” في المساكن العمالية لمركز تشيّع وبات يعتبر من أهم المراكز التي تنظم به تلك الميليشيات فعالياتها الدينية في المنطقة، كما بدأ أهالي بلدتي كفريا والفوعة باستملاك العقارات التي هُجِّر أهلها.
يقتصر السكن في “المساكن العمالية” الآن على العائلات المحسوبة على الميليشيات الإيرانية، حيث تبدو المنطقة كأنها ثكنة عسكرية لميلشيات إيران.