بدأت المليشيات المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني” في مدن وبلدات البادية السورية بريف حمص الشرقي استئناف بناء “الحسينيات”، في ظل التوغل الإيراني في المنطقة.
مصدر خاص لـ “سوريا1″ قال إن الميليشيات تعمل على تجهيز مسجد في حي الجمعيات الغربية و”حسينية” في حي تشرين بمدينة تدمر وسط البادية السورية، تحت إشراف وتنفيذ مليشيا “حركة النجباء” العراقية، وبدعم لوجستي ومالي من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” وبتسهيلات من قوات النظام.
مشيراً إلى أن مليشيا “لواء فاطميون” بدأت بإنشاء “حسينية” لها في بلدة السخنة شرقي حمص، بالإضافة إلى تنظيم مكتبة بداخلها كمركز ثقافي مصغر في المنطقة، وذلك بعد وصول الدعم المالي من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”.
في السياق، أكد المدعو “إسماعيل الأحمد” المنحدر من مدينة تدمر أن ميليشيا “حركة النجباء” تقوم ببناء المؤسسات التابعة لها في المدينة على أنقاض ومنازل جرى الاستيلاء عليها في وقت سابق، بتهمة أن أصحابها يعملون ضمن خلايا تنظيم “داعش”.
“الأحمد” أوضح أن سكان وأهالي مدينة تدمر يرفضون إقامة المساجد و”الحسينيات” في المدينة، خوفاً على أبنائهم وشبابهم من محاولة الميليشيات التلاعب في عقولهم وتغيير دينهم وفكرهم لصالح الميليشيات في المنطقة.
من جانبه، قال المدعو، “ناجي الحمود”، من بلدة السخنة في البادية السورية إن بعض الشبان التحقوا بصفوف ميليشيا “لواء فاطميون” وميليشيا “حركة النجباء” التي تهيمن على بلدات البادية السورية، بهدف حصولهم على راتب شهري وقدره 225 ألف ليرة سورية، نتيجة تردي الوضع المعيشي لدى معظم العوائل في المنطقة.
لافتاً في الوقت ذاته إلى أن العناصر المحليين في الميليشيات الإيرانية يتم إخضاعهم بشكل دوري لدورات فكرية وعقائدية في أرياف مدينة دير الزور، ويتم إرسالهم على شكل دفعات لحضور الدورة التي تتراوح بين 10 إلى 15 يوم.
“صابر العلي” وهو أحد عناصر ميليشيا “حركة النجباء” في مدينة تدمر أفاد لـ “سوريا1” بأنه سيتم إصدار مكافآت مالية للعناصر في الميليشيا عند قيام العنصر بجلب شاب من أبناء المنطقة للالتحاق في صفوفها.
“العلي” أضاف أنه عند الانتهاء من تجهيز “الحسينيات” والمساجد في مدينة تدمر والبلدات المجاورة لها سيتم منح العنصر الواحد من الميليشيا مبلغاً مالياً كمكافأة له عند استقطاب أشخاص من المنطقة للدخول في “المذهب الشيعي”.
مبيناً أن ميليشيا “حركة النجباء” التي تشرف على أعمال بناء مسجد “زينب الكبرى”، وحسينية “سيد الشهداء” ستعمل بعد الانتهاء منها بدعم من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” على بناء مركز ثقافي إيراني في مدينة تدمر ومتحف صغير تابع لها أيضاً.
في هذا الصدد، تعتمد الميليشيات الإيرانية على ورش بناء محلية “للحسينيات” والمساجد بعد جلب مواد البناء من ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرتها إلى مدينة تدمر وسط البادية السورية بريف حمص الشرقي.
“عبد القادر الموسى” أحد عمال البناء المشاركين في إعمار مسجد “زينب الكبرى” في مدينة تدمر قال لـ “سوريا1” إن جميع العمال من قرى وبلدات مدينة تدمر يتم منحهم يومية بقيمة 4000 ليرة سورية، ويعملون على مخططات تم جلبها من قبل ميليشيا “حركة النجباء”، لتنفيذ المسجد و”الحسينية” على حد سواء.
“الموسى” أشار إلى أن مواد البناء من حديد وأسمنت التي يجري استخدامها في البناء هي عراقية الصنع، وجرى جلبها مطلع الشهر الجاري عبر شاحنات تجارية من أرياف دير الزور إلى مواقع العمل في حي الجمعيات وتشرين بمدينة تدمر، حيث تم إرسال 3 شاحنات مواد بناء نحو بلدة السخنة بريف حمص الشرقي.
مضيفاً أنه يتم تقسيم ورش البناء من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً، بهدف الانتهاء من عمليات التجهيز خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الـ 3 أشهر بعمل متواصل دون انقطاع.
يشار إلى أن أهالي مدن وبلدات البادية السورية يرون أن الميليشيات الإيرانية تعمل على السيطرة الفكرية والمذهبية بعد السطوة العسكرية على المنطقة، بهدف تحويلها إلى معقل جديد لها على غرار مدينة دير الزور وريفها الخاضع لسيطرة قوات النظام، كما أكد مصدر خاص لـ “سوريا1”.