ينتظر عشرات المواطنين أمام البوابة الرئيسية لمشفى الأطفال في العاصمة دمشق، وهذا المشهد ليس غريباً، فقد اعتاد المراجع رؤية هذه الطوابير، وسعيد الحظ من يتخطى البوابة الأولى ليبدأ برحلة علاج أشد قسوة من الانتظار.
مصادر محلية قالت لوكالة “سوريا1″، اليوم الأربعاء، إن المواطنين يقفون لساعات طويلة للقاء الطبيب الذي غالباً ما يكون يعمل ضمن اختصاصه، نظراً لقلة الأطباء المختصين في المشفى.
كما أكدت المصادر، وجود معاملة سيئة من الكادر التمريضي في المشفى، قد تصل في بعض الأحيان إلى طرد المرضى من المشفى وحرمانهم من العناية.
من المفترض أن يقدم مشفى الأطفال بدمشق خدماته للمرضى مجاناً، إلا أنه لا يقدم سوى المعاينة، حيث يُطلب من ذوي المرضى شراء كافة المستلزمات الطبية من الصيدليات القريبة من المشفى، وخاصةً “القسطرة” والأدوية التي يتم تسليمها للممرضين، حسب المصادر.
الأمور تصل أحياناً إلى طلب الطبيب الذي سيجري عملية لطفل مريض من ذويه شراء القفازات وقناع الوجه الخاصة به، فضلاً عن العديد من الانتهاكات بحق المرضى الأطفال غي غرف العمليات، وقد أدت بعض العمليات لأخطاء طبية فادحة، تسببت بعاهات مستديمة للأطفال، وهو ما يعكس الواقع الطبي في معظم مناطق سيطرة النظام.
بدوره، صرح مصدر طبي في مشفى الأطفال بدمشق لـ “سوريا1″، أن النقص الحاصل في الكادر الطبي يشكل ضغطاً حقيقياً على الأطباء والممرضين، فضلاً عن الرواتب المتدنية التي يأخذها العامل في المجال الطبي بسوريا، وهو مبلغ يتراوح ما بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية.
هذا الأمر دفع العديد من الأطباء للعمل في عدة مشافي وعيادات خاصة، الأمر الذي انعكس سلباً على المرضى في المشافي التابعة لحكومة النظام، وفقاً للمصدر.
تشهد مناطق سيطرة النظام نقصاً في الكوادر والمستلزمات الطبية، إضافة إلى هجرة العديد من الأطباء إلى دول اللجوء، بسبب تدني الرواتب والأوضاع المعيشية الصعبة.