شهدت محافظة السويداء في الآونة الأخيرة عدة معارك تصنف ضمن “حرب الشوارع”، ما كبّد المواطنون خسائر فادحة، وذلك بعد إقالة محافظ السويداء “همام ديبات” وتعيين “نمير مخلوف” ابن خال رئيس النظام “بشار الأسد” وتغيير العقيد المسؤول عن قوات حفظ النظام.
المسؤولون الجدد في المحافظة صرحوا بفرض هيمنة الدولة بهدوء، فبدأت تلك السيطرة بمعركتين ضمن المشفى الوطني، وذلك بتصدي قوات حفظ النظام لأيدي ميليشيات النظام التي قامت بصنعهم منذ بداية الأحدث، والتي يحمل جميع عناصرها بطاقات أمنية تابعة لفرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
عمليات اجتثاثهم تلك الميليشيات ليست بغريبة عن نظام الأسد، ولكن عمليات التصفية التي يقوم بها النظام هي التي تدل على دهاء وخبث الحكومة الجديدة في السويداء.
بعد سنوات من مناشدة الأهالي لفرض سيطرة النظام على محافظة السويداء بسبب الفلتان الأمني من سرقات وتجارة مخدرات لسنوات وتفكيك أسري، وضع النظام خططاً لفرض هيمنته، وذلك بعد خروج بعض العصابات من تحت يده وخروج جزء من خط تهريب المخدرات بعد وقوف أهالي السويداء ضد أعمال النظام وحماية أراضيهم.
النظام بدوره قام بأولى عملياته النوعية، وذلك باحتجاز شابين يتبعان للنظام ما جعل بقية العصابة تشتبك مع قوات حفظ النظام.
أما العملية الثانية فكانت عملية “عصفورين بحجر واحد”، حيث قام الأمن العسكري بتحريض (المحيثاوي) على قتل (ضو) مدّعين أنه لو قتله فهو تحت حمايتهم وهذا هو “المحيثاوي” لم يظهر بعد إلى غاية تلك اللحظة، حيث دخل فرع الأمن العسكري ولم يخرج.
أما المجموعة المقربة من نظام الأسد وهي مجموعة “سامر الحكيم” الذي قام بتفجير المشفى سابقاً وتفجير البلعوس، وهو من أهم رؤوس تجار المخدرات واليد اليمنى لـ”كفاح الملحم” قائد المنطقة الجنوبية، فهي الآن ضمن مواجهات مع الدفاع الوطني أي أبناء محافظة بين بعضهم.
هنا تكمن إشارات الاستفهام لماذا نظام الأسد يسعى جاهداً إلى خلق اقتتال داخلي بين “المجموعات الإرهابية” التي أنشأها لحماية حلفائه الميليشيات الإيرانية وميلشيات حزب الله؟.
الصور المرفقة هي آثار الاشتباكات بين قوات حفظ النظام وميلشيات تابعة للأفرع الأمنية من أبناء محافظة السويداء.