يزداد عدد المتسولين في مدينة السويداء جنوب سوريا، جراء الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تضرب مناطق سيطرة النظام، كما يتعدى الأمر إلى عمالة الأطفال.
التفكك الأسري وفقدان المعيل يعتبران من أبرز الأسباب التي تدفع الكثير من الأطفال للعمالة، وذلك عبر بيع الأقلام والعطور والبسكويت والمناديل للحصول على لقمة عيشهم في أزمة المدينة الغارقة أصلاً بالفقر وانتشار البطالة.
المشهد لا يقتصر على الأطفال فحسب، بل تعدى للكبار والمسنين، حيث أفاد مصدر محلي لوكالة “سوريا1” من شارع أمية وهو في سوق المدينة، بأن العديد من الرجال والنساء يدخلون بشكلٍ يومي إلى المحال التجارية أو يتجولون في السوق لطلب كفاف يومهم.
المصدر أضاف أن مديرية الشؤون الاجتماعية التابعة للنظام تقف مكتوفة الأيدي عن إيجاد حلول لظاهرة التسوّل أو عمالة الأطفال، لافتاً إلى أن المديرية شنّت مؤخراً حملة ضدّ عمالة الأطفال في شوارع السويداء، لكن الحملة اقتصرت فقط على الإعلان دون التطبيق على أرض الواقع.
إحدى نساء السويداء أكدت لوكالة “سوريا1” أن الوضع الراهن أجبر الأهالي ممن ليس لديهم معيل على إرسال أطفالهم من أجل العمالة للحصول على قوت يومهم، مبينةً ان الوضع في مدينة السويداء أكثر من ريفها.
مشرفة تربوية في السويداء فضلت عدم الكشف عن اسمها قالت لوكالة “سوريا1” إنه ورغم كل الأوضاع الراهنة الصعبة التي تمر بها المدينة، إلا أنه لا يجب تبرير عمالة الأطفال من أجل كسب قوت يومهم ولعائلتهم، مشيرةً إلى أنه من حق الطفل أن يتعلّم لا أن يعمل في شوارع المدينة.
غياب المنظمات الإنسانية لعب دوراً في ارتفاع درجة الفقر الشديد في المنطقة، إذ يقتصر عمل منظمة الهلال الأحمر السوري على مساعدة عناصر النظام والمحسوبين عليه، إضافة للجمعيات الإغاثية الأخرى التي تغض الطرف عن عشرات حالات الفقر في المنطقة.